المذهب المالكي في الجزائر و شمال افريقيا ؟
لماذا ينتشر المذهب المالكي بكثرة في الجزائر و شمال افريقيا ؟ ….
لماذا السعودية حنابلة ، والسوريين والمصريين حنفيين ، بينما الجزائريين مالكية؟
يجيبنا العلامة ابن خلدون
يرى ابن خلدون أن انتشار المذهب المالكي في دول المغرب راجع لسببين وهما:
(الأول) جغرافي، لأن المغاربة (بما فيهم الجزائريين)
كانوا دوما مرتبطين بالحجاز(منطقة في السعودية)
(الثاني) اجتماعي ويرجع ” لبداوة ” سكان شمال افريقيا
( أي أنهم كانوا بدوا منذ القدم لم تترسخ فيهم الحضارة )
في مقدمته في الفصل السابع من الباب السادس يقول :
« وأما مالك رحمه الله فاختص بمذهبه أهل المغرب (شمال افريقيا) والأندلس، وإن كان يوجد في غيرهم إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل، بما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز وهو منتهى سفرهم، والمدينة يومئذ دار علم ومنها خرج إلى العراق، ولم يكن العراق في طريقهم فاقتصروا على الأخذ من علماء المدينة وشيخهم وإمامهم مالك وشيوخه من قبله، ولتلاميذه من بعده فرجع إليه أهل المغرب والأندلس وقلدوه دون غيره ممن لم تصل إليهم طريقته … وأيضا فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس، ولم يكونوا يعانون (لم تكن لهم ) الحضارة التي لأهل العراق، فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة ( تشابه الطباع البدوية بين أهل الحجاز و سكان المغرب من امازيغ وعرب) ، ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضا عندهم ولم يأخذه تفسخ الحضارة وتهذيبها كما وقع في غيره من المذاهب ولما صار مذهب الإمام مالك علما مخصوصا عند أهل مذهبه ولم يكن لهم سبيل إلى الاجتهاد والقياس فاحتاجوا إلى تنظير المسائل في الإلحاق وتفريقها عند الاشتباه بعد الاستناد إلى الأصول المقررة من مذاهب إمامهم، وصار ذلك كله يحتاج إلى ملكة راسخة يقتد ربها على ذلك النوع من التنظير أو التفرقة وإتباع مذهب إمامهم فيهما ما استطاعوا وهذه الملكة هي علم الفقه، لهذا العهد وأهل المغرب جميعا مقلدون لمالك رحمه الله».
——————
كان المذهب السائد في الحجاز (غرب السعودية) إلى وقت قريب هو المذهب المالكي ، تغير الحال بعدما تغلب وسيطر آل سعود (النجديون) وأنصارهم من الوهابية ( لي هوما حنابلة ) على الحجاز وصار جزءا من مملكتهم.
وبعد ظهور حركة الوهابية ( الحنابلة ) وتحالفها مع الأسر الحاكمة لم يعد للمذهب المالكي داعمة قوية و انتشاره في المشرق اليوم محدود في الكويت ( كل السنة فيها مالكية ) و أجزاء من قطر ، شرق السعودية والامارات ينتسب الإمام مالك إلى قبيلة أصبح من قبائل حِمْيَر اليمانية .
هو شيخ الإسلام ، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث ، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة ، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني ، وكانت قبيلته حليف لقبيلة بني تيم (التي ينتسب اليها أبو بكر الصديق ) من قريش .