بلقيس وأروى، ملكتان يمنيتان، الأولى وردت حكاياتها في الكتب والسير والأخبار والوجدان الشعبي، بوصفها ملكة سبأ أعظم دولة يمنية في العصور القديمة. والثانية توثقها كتب التاريخ بوصفها من أقوى الملكات التي قادت دولة الصلحيين الفاطمية بعد الإسلام.
ويفخر اليمنيون بأن تاريخهم القديم يتضمن هاتين الشخصيتين النسائيتين المؤثرتين في تاريخ ووجدان البشرية، وشخصة الملكة بلقيس توثق اسمها ورسمها وحكايتها الكتب الدينية والأساطير وبعض الكتب التاريخية، إذ تقول الكتب إنها هي التي ورد اسمها في القرآن بوصفها ملكة سبأ وورد هذا الذكر في مصادر دينية أخرى.
عرش بلقيس في محافظة مأرب اليمن
بلقيس اليمنيةلم تثبت النقوش المكتشفة في اليمن حتى الآن بالدليل الأركيولوجي أن ملكة سبأ كان اسمها بلقيس والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم، ولكن المحللون يستخدمون القياس، إذ تثبت الأدلة التاريخية والنقوش أن سبأ مملكة يمنية قديمة تقريباً وجدت عام 1000 ق م. وهذه المملكة يرد ذكرها في القرآن الكريم، وقد أفردت لها سورة كاملة باسم سورة سبأ ويذكر القرآن ذكر الملكة وحكايتها مع سليمان، إذ تبين القصة إيمانها وقومها بسليمان وتصير زوجة له. وتذكر كتب التاريخ أن اسمها بلقيس بنت شرحبيل، ملكة سبأ. وقد كانت هذه المملكة في اليمن وفي مأرب التي كانت عاصمة المملكة، حيث تم اكتشاف عرش بلقيس في تلك المنطقة.
بلقيس الحبشيةوفي الحقيقة أن بلقيس ليست مصدر فخر واعتزاز لليمنيين فحسب، بل وأيضا للإثيوبيين الذين يعتقدون أنها حبشية وتسمى بلقيس الكوشية أي إنها إحدى ملكات مملكة كوش، وتزوجت سليمان بن داوود وأنجبت منه منيلك الأول بن سليمان، ولكن لا يوجد أي أدلة تاريخية ولا وثائق تثبت هذا القول، وهذا لا ينفي أن هناك ملكة في الحبشة، ولكن الأكيد أن مملكة سبأ كانت في اليمن، وهذا ما تؤكده النقوش المسندية الموجودة في مناطق مختلفة من اليمن.
بلقيس السودانيةعلى هدى هذا النزاع بين اليمن والحبشة يظهر قول بأن بلقيس سودانية إذ يوردأحد الكتاب قوله: " بعض الروايات أوردت أنها نوبية سودانية، وكان منليك يحكم المنطقة شمال شرق السودان وتسمى عيداب (عيذاب)" وعلى هذا لم تعد بلقيس متنازع عليها بين اليمن وإثيوبيا فحسب بل والسودان أيضاً.
وإذا كان الدليل الإثيوبي معتمد على معتقدات وكتب دينية، وتأويل للكتب المقدسة في هذا الصدد، واليمنيون وكتب التاريخ مبنية على التداول دون وجود نقش تاريخي يثبت أن بلقيس هي ملكة سبأ، فإن الثابت والأكيد أن مملكة سبأ قد ظهرت في اليمن، وهذا ماتؤكده النقوش والآثار التاريخية، وعلى هذا فإن الملكة الوارد ذكرها بالقرآن والكتب الأخرى هي يمنية بناء على هذا الربط بين النقوش التي تؤكد سبئية المملكة اليمنية، وبين هذه القصص