عض انواع السحر
1-سحر الخوف
إذا استحوذ الشيطان على المسحور بسحر الخوف يجعله يخاف
من كل شيء فيجعله يستوحش المكان الذي هو فيه ويخوفه من الموت أو
الوحدة..فتجده لا يطيق البقاء وحيدا..أو يخوفه من أبيه أو من مدير عمله بل
ومن أقرب الناس إليه..ويوسوس له حتى يجعله يظن أنه مراقب من كل
الناس..فتجده دائما في حالة هلع وفزع وخوف وتجده يفزع عند سماع أي صوت
مفاجئ مثل جرس الباب أو التليفون ويخاف من المجهول ومن الغد
2-سحر الفشل واليأس والفقر:
يكون الإنسان المسحور في فشل متواصل..فإن كان طالبا
ينقلب حاله بعد التفوق فيكون كثير الرسوب وليس لديه القدرة على التركيز
والحفظ فلا يذاكر ولا يواصل الدراسة..وإن كان موظفا تجده بعد الجد
والاجتهاد والطموح قد تغير وصار لا يعمل ولا يستقر في الوظيفة إلا الوقت
اليسير ثم يبحث عن غيرها..وتجده فاشلا في أعماله وفاشلا في زواجه وفاشلا في
علاقته مع الناس..يائسا من المستقبل يائسا من الحياة..مبذرا لماله لا
يستقر المال في يده وينفقه على أشياء تافهة ويعطيه لمـن لا يستحق
3-سحر الجنون
يتمركز شيطان السحر بمخ الإنسان فيجعله لا يفيق أبدا بل
دائم الشرود والذهول والنسيان..وهو إما اقتران جزئي يفيق منه المريض من
فترة لأخرى ..أو أنه اقتران دائم..
4-سحـر التهيج
وهو أشر أنواع السحر حيث إنه يجمع بين السحر وطلب الفاحشة..
يذكر ابن القيم في كتابه (روضة المحبين ونزهة المشتاقين):
(قال جابر بن نوح :
كنت بالمدينة جالسا عند رجل في حاجة فمر بنا شيخ حسن الوجه حسن الثياب
فقام إليه صاحبي فسلم عليه وقال: يا أبا محمد اسأل الله أن يعظم أجرك وأن
يربط على قلبك بالصبر
فقال الشيخ :
وكان يميني في الوغى ومسـاعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها
وقد صرت حيرانا من الثكل باهتا أخـا كلف ضاقت على رباعــــها
فقال له صاحبي:
أبشر فإن الصبر معول المؤمن وإني لأرجو ألا يحرمك الله الأجر على مصيبتك
فلما انصرف الشيخ قلت له:
من هذا الشيخ ؟
فقال:
رجل منا من الأنصار
فقلت:
وما قصته ؟
قال :
أصيب بابنه وكان به بارا قد كفاه جميع ما يعينه..ومنيته عجب
قلت :
وما كانت ؟
قال:
أحبته امرأة فأرسلت إليه تشكو حبه وتسأله الزيارة وكان لها زوج..فألحت عليه فأفشى ذلك إلى صديق له
فقال له :
لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظنها وزجرنها رجوت أن تكف عنك
فأمسك عنها..فأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى..فلما يئست
منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر فجعلت لها العطاء الجزل في
تهيجه..فعملت لها في ذلك..فبينما هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذكرها بقلبه
وهاج منه أمر لم يكن يعرفه واختلط عليه فقام مسرعا فصلى واستعاذ بالله
والأمر يشتد فقال:
يا أبتاه أدركني بقيد
فقال:
يا بني ما قصتك ؟
فحدثه بالقصة..فقام وقيده وأدخله بيتا فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور ثم هدأ..فدخل عليه أبوه فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره