يعدّ الإبل أحد مخلوقات الله التي أبدع وأعجز من خلقها، فللإبل فوائد عديدة، فهو وسيلة نقل خصوصاً في الصحراء؛ وذلك لما يتمتّع به من حوافر عريضة مناسبة للسير فوق الرمال، ويتحمّل العطش، كما أنّ وبره مفيد في الصناعة، ولحليب الإبل فوائد لا حصر لها، أمّا لحمه فهو ذو فائدة عظيمة، والإبل من الحيوانات التي تعتمد في نمطها الغذائي على النباتات، ويتميّز لحم الإبل بأنّهُ ذو طعمٍ مُستساغ ويشبه إلى حدٍّ ما طعم لحم البقر، كما يشبهه شكلاً أيضاً، ولا يختلف عنه سوى أنّه مطاطيّ عند المضغ.
تعدّ دول الخليج ودولة السعودية أشهر المناطق التي يدخل لحم الإبل في غذائها، كما يؤكل في الشرق الأوسط عموماً وشمال إفريقيا وأوروبا وبعض مناطق أستراليا.
لحم الإبل وفوائده
يحتوي لحم الإبل على البروتين والحديد وفيتامين c أكثر ممّا تحتوي لحوم البقر والضأن على حدٍ سواء، كما ويحتوي لحم الإبل على فيتامين e، والقليل من الدهون، والكولسترول، ويحتوي على فيتامين d، وأملاح ومعادن، ومن الجدير بالذكر أنّ لحم الإبل يكافح حموضة المعدة وارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفّسي كافّةً، كما ويقوّي العضلات.
ويفضّل تناول لحم الإبل لأنّه لا يضر القلب ولا الشرايين بسبب قلّة الدهون فيه، فهو ذو تركيبةٍ غريبة؛ حيث ترتبط ألياف اللحوم مع بعضها البعض من دون الحاجة إلى الدهن، كما أثبتت بعد الدراسات أنّه يحارب السرطان، وذلك بسبب احتوائه على نسبةٍ من الأحماض الدهنيّة غير المشبعة (اللينولييك)، ويحارب كذلك الالتهابات، ويقي لحم الإبل من السكتات القلبيّة، كما ويقوم بتقوية الأعصاب ممّا يحفّز الدماغ على العمل، وقديماً استخدم لحم الإبل في علاج الحمى، وعرق النسا، والبواسير، والنمش، وإزالة دود الأمعاء، كما كان يستخدم أيضاً لتقوية النظر، وعلاج الربو خصوصاً عند خلطه مع العسل.
أمّا في مجال الرجيم وإنقاص الوزن فيتفوّق لحم الإبل على باقي اللحوم، وذلك بسبب نسبة الدّهون القليلة به، كما أنّ تناوله لا يسهم بتخزين الدهون في الجسم لذا فهو خيار جيّد للملتزمين بالرجيم (الحمية الغذائية)، ولكبار السن، ولمن يرغبون ببناء عضلاتهم.
مضار لحم الإبل بين الحقيقة والخيال
"سئل سائل الرّسول الله صلى الله عليه وسلم، أتوضأ من لحم الغنم؟، قال: إن شئت، قال: أتوضأ من لحم الإبل؟، قال: نعم". واتفق العلماء على أنّ تناول لحم الإبل جائز ولكنّه ينقض الوضوء، فوجب الوضوء بعده.
لم تستطع الدراسات إثبات أيّ مضار للحم الإبل بشكل قاطع، وذكرت بعض الدراسات أنّ لحم الإبل يزيد من قوّة السيلان العصبي بشكل كبير، ممّا يجعل الإنسان شديد الغضب، وعند الوضوء يهدأ الإنسان ويقل السيلان العصبي الساري في جسمه، أمّا أجدادنا فيقولون إنّ الجمل حيوان حقود وعنيد ويحمل صفات شيطانيّة، ويؤثّر على جسم الإنسان بالطاقة السلبية والحقد عند تناوله، لذا وجب الوضوء للتخلّص من الطاقة السلبية.
ولكن لا تتعدّى هذه الآراء مستوى الحقيقة، والوجوب اتّباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حتّى ولو لم نستطع إدراك الحكمة التي تقف خلف الأحكام الشرعيّة فهي بالتأكيد تحمل الخير والصواب، كما وينصح بعدم الإكثار من تناول لحم الإبل تجنّباً لأي مضار من باب أن الإفراط في الشيء يضر.